شكرا ً لهم :: من كتابي ::

-
( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر )

..حتما بفضلهم سأشكر …

(ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ) ..

 

كنت بالصف الأول ثانوي أعبث في دفتري ( الكشكول ) فتارة أرسم رسمة لها مغزى .. وأخرى مبهمة ليس لها طرف خيط ..

أتسلى بهذا الدفتر فهو أنيسي في وقت لم تتوطد علاقاتي مع بقية الطلبة .. يهمس الطلاب وأسمع نجواهم في أنني إنعزالي .. وفي الحقيقة كان صمتي يبحث عن صديق يوافق مزاجي الهادئ ..


يدخل مدرس اللغة العربية .. يسلم علينا .. نرد السلام .. ثم يترك المكان بصمته إلا من قلم روكو الأزرق وهو يلامس شغاف السبورة .. المادة : تعبير ، الموضوع : ضياع الوقت .

 

ثم يبدأ بمقدمة جميلة وينتهي بخاتمة أشعلت حماس الطلبة في كتابة موضوع كمثل هذا .. ويترك الصف ..

 

يرن جرس المدرسة في إعلان رحيل يوم من هذه المرحلة .. أمتطي صهوة شنطتي ثم احتضنها وكأنها طفل في يراعه ..

 

وصلت إلى البيت وأنا أفكر في شخصية هذا المدرس الرائع .. ثم عزمت أن أدون في دفتر التعبير أجمل تدوينة عن هذا الموضوع ..

 

طلبت مساعدة أهلي  .. فلم أجد أحد يلتفت لي للإشغال المترتبة في ذاك اليوم .. التفت وفجأة وقعت عيني على شريط لأحد المشايخ عن الوقت وأهميته ..

 

استمعت لذاك الشريط وبدأت أخذ منه ما يهمني .. ملئت صفحتين .. ثم أقفلت دفتري وأنا أشعر بنشوة .. وانتصار على ذلي بين أهلي ونفسي .!

 

في الأسبوع القادم يطلب المدرس جمع الدفاتر .. ينتابني شعور أثناء الدرس في أنني لم أوفق في هذا الموضوع

 

وبالذات أنه نَقلٌ من شريط مسموع ..!

 

يأخذ من يجمع الدفاتر دفتري ثم يضعه أمام المدرس يستفتح المدرس هذا اليوم بدفتري.. يقرأه ثم يطيل النظر في الصفحتين .. وأنا أفرقع أصابعي من شدة الخوف فقد يكون قد أكتشف أمري .. وقد يكون قد سمع هذا الشريط كاملا .!!

 

ينتهي ثم يقلب الدفتر ليرى اسمي .. أين عبدالعزيز ؟!

 

الطلاب يشيرون إلي وأنا أتظاهر في انني مشغول في بحث شيئا ما في شنطتي ..

-          عبدالعزيز .!

-          نعم .. ياأستاذ ؟

-          أهنيك على التعبير الرائع

بعفوية : أنا يا أستاذ .

يبتسم المدرس : نعم أنت .

 

 

من هنا بدأت محبة الإمساك بالقلم تزداد تعلقا .. وصرت أجيء لهذا المدرس في أوقات لكي يشد أزري للكتابة ..

 

وهأنا أكتب بقلمي ويسألني : – ماأفادك ذاك الزمان ؟!

                         فأقول : - العلم به

                        فيقول : – فما أحمد الأشياء ؟

                        فأقول : – أن تبقى للإنسان أحدوثة حسنة .

 

رهنت يدي بالعجز عن شكر بره … وما بعد شكري للشكور مزيد

 

(إن هذا لموطن شكر.. فأوّله ذكر وآخره شكر )

رد واحد على “شكرا ً لهم :: من كتابي ::”

  1. خواطر المحيميد قال:

    اليوم أول عهدي بزنبقتك هذه …
    أجد أنه لن يكون الأخير ….
    طاب قلمك وطبت كلك

أكتب رداً: