عفواً ..!

عفواً .. فلأن الشبابيك كالعيون
تبكي بالدموع.!!
إذ الستائر الغليظة تخفي البوح الحزين
فهي كالأجفان ..
عفواً.. فأنين الشباك قد أوجع طريق الشارع ..
فصار الأسفلت متفطرا ..
ضعيف روح ولين قلب
الناس والعربات والحيوانات ثقل عليه
وحفريات الاتصالات والكهرباء كَلٌ عليه ..
فهو صابر .!!
يحبس الشباك أنينه ‘ وهناك صرير بابٌ خشبي
تمر ريح عجلى ..
فتجمع غبار قليلا
وتهدي غبارا قليلا
حتى يسكت الباب ..
تدفع يداي الباب بصعوبة
فأرى ما بخلفه
مجالس الضيافة
فقد كنت ضيفا يوما من الأيام .!!
رائحة قهوة وبخور عبق لهذا المنزل،
وأدلف الباب
فأسمع صوتا من بعيد"
لقد مات أهل الدثور والأجور ..
أترك المكان وقد غاب به الزمان ..
ويستوقفني صمت جدار المسجد .. فأساله ما بك ؟
فيرد وفي جنباته لوعة :
- أحن لأصحابي الأقدمين ..!
من اشتعل بهم الرأس شيبا ..
أحن لمن مجالسهم في الصفوف الأوائل ..
تسبيحهم كهديل الحمام
أحن لهم فالمصاحف تسألني عن أخلائها ..
فما عاد خليل المصاحف ؟!!