:: هَذا أنَا ::

 

-شكرا لكل من ساهم في تخرجي من كلية اللغة العربية بهذا التقدير المشرف الذي لم أستطع من خلاله أن أهنئ نفسي كثيرا .. فقد كنت  (مخفقا) لدرجة أن شهادتي تمارس   سرية تامة في أحد أدراجي ..

- شكرا لمجمع اللغة العربية في القاهرة فقد أنقذ جماهير غفيرة في أن جعل (الإخفاق) هو الفشل ، متجاهلا عرض الحائط المعاجم الغوية التي تبين خلاف ذلك بأن (الإخفاق) هو الجبن والكسل والخوف .. فلكم منه التحية ..

- شكرا لكل من أرتقى بفكري وعقلى حتى وصلا إلى هامة سحب سوداء ينبعث منها دخان أسود ..فجعلني أفهم أن البلاغة يوما من أيام دراستي صارت بلاهة .. يقول أحدهم : إنها علم شهر وعلاك دهر.!!

- أخفقت في تعلم مادة الأدب لأنني نسيت الأدب ، وما زلت أشعر أن مدرس تلك المادة قد نجحني بغير حق ، لأنني لا أشعر أنني استحق أكثر من 20 % من العلامة الكبرى .. لكن أستاذي يٌكن لي الحب لسبب أنني قطعت قصيدة تمدح شعب مصر من أحد المجلات العربية المعروفة  ، وقائلها يرفع دعوى قضائية بحكم أنني انتحلت القصيدة حتى الفواصل ..!

- عند التزامي وإطلاق اللحية ولله الحمد ومصاحبة الأتقياء الأخيار .. تعلمت بعض دروس الخطابة التي كنت أفتقدها كثيرا إلا من ندر عند بعض الأستاذة في جامعتي
حاولت أن أكون محاضرا ولو خمس دقائق بين قومي ، فاخترت موضوعا مناسبا للصغار وللكبار فكان عن حور العين ، وعند المقدمة الإسلامية رأيت أحدهم يوجه إلى نظرات الحقد والكراهية العمياء المنبعثة عن الجهل  والمنبثقة من أنه كان في حكاية بعض مآثره التاريخية مع أحد كبار السن والتي قٌطعت بصوتي الجهوري ..
 المثير جدا لغرائز جسدي التي توقفت تهشيما وتحطيما أنه قال : (فكنا من حورك العين ) الله المستعان ..!

- أخفقت في تعلم اللغة الانجليزية لكي يتسنى لي أن أحاور بعض الخواجات في عملي ويبدو أن ذلك يعود إلى عدم إدراكي أنها لغة حية تتضلع منها معارف حية ومهمة  .. ويبدو أنها لغة لم تجد الرجل الصبر الجلد الذي يحفظها صما وعن ظهر قلب .. فقد تعودت في حفظي أن أفهم بالمراد العام ثم أكونها في مصنعي اللغوي الخاص المغلق حاليا . تحت الصيانة .!( وعوضي على الله )

- أخفقت في الانتظام في ممارسة الرياضة ومع أنني أجيد بعض الفنون إلا أنني ليس محترفا كما يمدحني البعض .. وقد يكون أصابتني عين حاسدة فتركتها كليا ، حتى صار دمي الأحمر أسودا ثخينا ..وذلك بشهادة من احتجمت عنده قبل 4 أشهر ..!

- أشعر أنني أخفق دائما في أثناء الحوار المتصارع بيني وبين الطرف الآخر ، ويكسب خصمي القضية لا لأنه( وإن من الشعر لحكمة ) لكنني أغفل كثيرا عن محاوري المطروحة فاطرحها رزمة واحدة في أول الحوار وفي أشده فأكون بحاجة إلى من يعطيني شرفة ماء ليبلغ فاه ..!

- كنت أحلم أن يكون لي فراغ بحجم السماء أخبئه في كهف لأتطهر من معاصي الجامعة ، وأرجع إليها معيدا في أحد أقسامها ، فبدأت بقراءة مناهج اللغة العربية في الصفوف الثانوية لعلي أرجع إلى ما كنت عليه فتيا ..

- أخفقت في مقاومة ( التسويف) وتأجيل أمور مهمة لأسباب وسواسية بداخلي أن هناك متسعا من الوقت لإنجاز تلك الأعمال ..ففاتني خير عظيم واغتنمه أولي الألباب
وصرت أعض أصابع الندم وأنا أردد (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ).

 

2 ردود على “:: هَذا أنَا ::”

  1. راشد العسيري قال:

    لا أدري ما أقول ………..
    فقد سررت بزيارتي وإستمتعت بكل حرف مما دونته أنامل المبدع الصديق أبا ريان
    وأرجوا السماح لي بأن أكون زائرا دائما ولك تحياتي
    محبك ((راشد العسيري)) أبو بدر

  2. المشرف العام قال:

    أهلا بصديقي العزيز ( أبو بدر ) ..

    فقد تشرفت كثيرا بمقدومك ,, وزدني شوقا لتلك الكتابات المتقطعة التي تلفها حاله اغتراب ..

    أخي راشد دمت بخير وعطاء ونوفيق…

    محبك ،،

أكتب رداً: