نظام الكتاتيب له حس آخر ..!

 

دائما ما يتملكني حب العلم وأهله في زمان كثرت فيه الملهيات والمغريات ، والشهوات والشبهات ، فهم أهل رفعة للإسلام أو الوطن ، فما بالك أن يكون من أقصد هم أهل الله وخاصته وهم من يثنون الركب عند العلماء .

دخلت المسجد النبوي المبارك وأنا أسمع همهمات لطالب يراجع ما سمعه وأخذه ، ودندنات لطالب يسمع ما حفظه من المتون على معلمه ، وما أجمله من دندنة ، ويا ليت أننا حولها ندندن .

حيينا هذا المسجد الطاهر المبارك بركعتين سنة واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ثم استرخينا على إحدى الجدر لنُشيع أعيننا بذاك النظام المفقود في جوامع كثيرة في بلادنا وخرجت بمفارقات بين التعليم العام ونظام الكتاتيب فمنها :

أن المسجد دائما له حرمته واحترامه فتجد أن الطالب لا يثير ضجة ولا يرتكب معصية ولا يثير كلاما بذئ فلذلك هو مكان صالح لتهيئة طالب العمل في سلوكه للأصلح والأحسن .

أن نظام الكتاتيب يذكرنا بالجيل السابق والرعيل الأول في طلبهم  للعلم وذلك التفافهم على معلمهم فعندما تتجول ببصرك هنا وهناك ترى وحدة وترابطا بين الطلاب ومعلمهم .

أن النظام العام يؤدي فيه المعلم أدوارا متعبة تنهك فيه نشاطه ويقل فيه أداؤه ويتغير فيه مزاجه ، إذ ان المعلم ممتهن ومهان والطالب جالس يتلقى العلم إن كان ذا علم ، والأصل أن العلم يؤتى ولا يأتي ، وطالب العلم لن يجد لذة في طلبه للعلم إلا إذا كان من جهده وحرصه .

أن في نظام الكتاتيب راحة لا تعادلها راحة كيف وأنهم قد تجمعوا في بيت من بيوت يتلون كتاب ويتدارسون بينهم فتتنزل عليهم الرحمة وتغشاهم الرحمة وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله في الملأ الأعلى

أكتب رداً: