والله يفعل ما يشاء (فك الحصار)


مهما يكن علو الإنسان وقهره وتجبره فالله عال بقوته وجبروته وقهره وملكه
ومهما يشتد على المسلم الكرب والعسر ، وتضيق في وجهه دروب الخلاص ، فهو لا محالة مأجور على البلاء ، مفطور على الرضا بالقضاء ، متيقن بأمر ربه ( إن مع العسر يسرا )

كنت أفكر في الشهور الفائتة في وضع إخواننا المسلمين في أرض غزة الشريفة ، فيتملكني يأس وإحباط في مدى فك الحصار ، ولكنني بمجرد قراءة سورة الشرح في صلاة أو غيرها أشعر أن ذاك اليأس يتلاشى تدريجيا ، إذ أن الله لم يقل إلا أصدق الحديث .

وكنت أقرأ سيرة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ، فأجد في هديه تفاؤلا يوحي لقارئ سيرته النصر الموعود ، وذلك في أقواله أو إشارته أو أفعاله ، وأن الفرج بعد الشدة .

وكنت أسمع من بعض أهل العلم مقولات منثورة تبعث في طياتها شيئا من البياض التفاؤلي ، الذي يزيح سوداوية التشاؤم المر ، الذي يقتل الإنسان في عقر داره  ومغزى تلك المقولات( أن الأمة ستصحو من سباتها ) ( وأن الأمة قد يقيض الله من يرفع من عزيمتها ولو من رجال كافر ) .

تلك تبعات كانت على نفسي ، بإثرها انشرح صدري انشراحا ، واطمئن قلبي في أن تلك الفئة الباغية (اسرائيل) سيحل بها نقض لنفسها ، وستوقع في شباك غبائها ، وسيحل أمرا من السماء كان مفعولا في فك الحصار على الفئة المنصورة في غزة .

ومن العجب أن التاريخ يعيد نفسه ، ومن عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي حصار شعب أبي طالب ، نجد مقاربة في الحال والمدة .
فقد منع الخير والإمداد أن يصل لتلك الفئة المحصورة لمدة امتدت إلى ثلاث سنوات ، وما يجري الآن هو ذاك الحصار .
وتتكاتف القبائل الجائرة في وضع عقوبة للرسول وأصحابه بالحصر عنهم كل شيء وما جرى في هذا الزمان هو تآمر القوى الغربية الكافرة ، وتلك الحال شبيهة بماضيها .
وأبو لهب يمثل حكامنا العرب في هذا الزمان ، في أنهم يؤيدون من يرى بالحصار والمقاطعة ، واتفقوا مع الدول الكبرى كما اتفقت قريش مع القبائل في :
1- ألا يبايعوهم
. 2- ولا يجالسوهم .
 3- ولا يناكحوهم

4- ولا يخالطوهم 5- ولا يدخلوا بيوتهم 6- ولا يكلموهم 7- ولا يقبلوا منهم صلحا .
 8- ولاتأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله والآن ( قادة حماس).

وهذه حكاية قديمة تروى بأسلوب عصري حديث .
وهذه الوثيقة القبائلية علقت في باب الكعبة ، وتلك الاتفاقية الدولية علقت في المجلس اللوبي الصهيوني والبيت الأبيض .

وتنقض الصحيفة ، فينقضها الكفار أنفسهم في حصار شعب أبي طالب ، وتنقض الآن من الاسرائيلين أنفسهم …. فسبحان الله .

أخيرا :
لا أخفي على كل متابع أنني كنت أتصور أن أفرادا وأفرادا في غزة كانوا يلجئون إلى الله في الثلث الأخير من الليل أن يكشف الغمة .
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )
  .

3 ردود على “والله يفعل ما يشاء (فك الحصار)”

  1. خير الخطائين التوابين قال:

    ان تنصروا الله ينصركم

    وعدنا الله بذلك في محكم كتابه وباذن الله النصر قريب وتحرير المسجد الاقصى وكافة ارجاء فلسطين وتحرير الاسرى كلهم قريبا جدا

    موضوع يستحق الاشادة والتعليق

    سلمت الانامل يارب وجزيت خيرا

  2. عبدالعزيز قال:

    مقال رائع من كاتب أروع ، جميلة موازنتك بين عصر الرسول وعصرنا الحاضر

    تقبلني صديق

    عبدالعزيز

  3. المشرف العام قال:

    مرحبا بسميي عبدالعزيز

    ما يحتاج صديق وغالي ، ونسأل الله أن يجعلنا اخوان متحابين في الله

    عبدالعزيز آل صالح

أكتب رداً: