فاجعة أخرى : يموت تلميذي ( عمر الماضي )
آه يا قلبي ..
كم عذبتك حوادث الأيام ، وكم جرفت من جوانبك دموع الذكريات الأليمة ، تسقط الصور أمامك واحدة تلو الأخرى في تتابع رهيب ، وفي أيام قلائل غير مفصولة ..
يالله .. لم أكمل دثر جرحي السابق من موت أحد طلابنا ، إلا وسهام المنون تطرح طالبا آخر ، ذاك سلطان واليوم عمر ..
ما أقساك يا موت .. ألم تنظر إلى من أحبهم بعين الشفقة ؟ ألم تعطيهم فرصة ليودعوا أحبابهم وإخوانهم وأمهم وأبيهم ؟ ألم تخبرهم بأنك آتي لهم ..؟
أستغفر الله .. إنها حكمة القدر .. إنك ميت وإنهم ميتون ..
خياله يتراءى على ناظري : إنه عمر الماضي ، شاب أعرفه عندما كنت أدرسه في المتوسط ، معاق بشلل نصفي ، ولكن الله عوضه قوة في جزءه العلوي ما لم يعطه أحدا من أقرانه ..
يأتي ذهابا وإيابا للمدرسة بكرسيه المتحرك .. لا أنسى ذاك الباب الذي يدخل منه للمدرسة يحمل همه الدفين الراضي بقضاء الله وقدره ليتجاوز تلك العتبة التي تعبره إلى روضة العلم .
يوما من الأيام يحدثني عن حبه للخير ، وأن ما يعيقه هو كرسيه وبعد أهله عنه ، فأمسح بيدي التي تشعر أنها تلامس شاب لطيف طيب ، وأقول له : أنت حبيبي يا عمر ..! وسيعوضك لله برجلين تروح وتجول في جنان الخلد
فيطأطئ برأسه الشريف نحو الأرض : ويقول إن شاء الله أدخل الجنة أنا وإياك ..
رحمك الله يا عمر ، لن أنسى تلك الدموع التي جرت على خديك البريئين عندما كنت أشرح آية في كتاب الله فجلت بخاطري وقلبي نحو الجنة فبدأت أشوق الطلاب لها ، والتفت فإذا تلك الدموع تنساب من خد عمر الراحل ..
رحمك الله يا عمر .. فقبل أن أفارق المدرسة لانتقالي لعمل آخر ودعني وصافحني وكأن قلبه يُنتزع من جسده ويقول : يا أستاذ أنا حزين على فراقك ، وإني أريد أن أهدي لك هدية لتكون ذكرى بيننا ،.
قلت : ما يحتاج يا عمر ، أدعو لي فقط .
فقال : والله لأهدي لك هدية .
ويقدم هديته التي تعبر عن حبه لي ، أتدرون يا سادة ما هذه الهدية ؟
إنها مصحف من ثلاثين جزءا ، يقول : يا أستاذ لابد أن تأخذ هذه الهدية ، ولعل الله أن يجزيني خيرا لإنك ستقرأ في المصحف أنت وأهلك ..
رحمك الله يا عمر .. فلا أنسى تلك الدموع التي خرجت من نائب وزير التربية والتعليم ، في مسابقة الإلقاء عندما ألقيت قصيدة المعاق ، والتي أخذ على أثرها الفائز الأول .. كنت أدربه على القصيدة ، حتى استشعر كلماتها ، وصار يقول القصيدة كأنه هو من كتبها
أخواني لا أطيل فقد تكبد قلبي من الأحزان ما لا يطيق … هذه قصيدته التي ألقاها من كلمات الشاعرة : نجلاء بنت عبدالرحمن الحميد
….لا تقولوا معاقاً….
دعوني أستريح..
دعو حالي وقلبي الجريح..
دعوني من نظرة وهمز وتجريح.
لا تقولوا معاقاً..
إن تعوقت قدماي مازال عقلي منيراً..
مازال فكري – للحكمة مديراً – مازلت أقطع في طريق العلم مسيراً..
لا تقولوا معاقاً..
لستُ معاقاً وفي القمم مهمتي، لستُ معاقاً وفي القرآن دُنيتي..
لست معاقاً وفي لساني آيتي..
غيري من الأصحاء إلى الهاوية تحمله قدماه..
وبعضهم.. لم يطأ مسجداً.. ولم يقف في جناب الله..
وآخر يمشي ولكن بعدما ضلّ هداه.
لا تقولوا معاقاً..
أنا لست كلا..
أنا لست عبئاً..
أنا لست ثقلاً في أخلاقي..
أنت يا من وجهت لي نظرة الإشفاق..
لا تحسبن العجز يعوق عن درب الهداة.
لا تحسبن القعود يحرمني من صلاتي.
من دعائي.. من رجائي.. من بكائي في حالك الظلمات..
لا تقولوا معاقاً..
فذاك عزمي جليل.. وذاك صبري دليل..
لستُ معاقاً وعقلي يمج الأهواء.. ونفسي عفاف وحياء
يا قوم .!! نعم.. على الكرسي جلوسي وذهابي وإيابي.
لكن مهمتي تسمو وتعلو بذاتي
أما غيري من المشاة..
انغمس في ظلمات وغسق.
في الليل لا نوم .. لا صلاة.. بل أرق.
في حين نور في صدري انفلق
فالبسمة على محياي الشفق..
لا تقولوا معاقاً..
يا قوم لست معاقاً ما دمت أحيا حياة الصلاح
ما دمت أجيب منادي حي على الفلاح..
الحمد لله الذي شلّ القدم ورزقني قلباً بالذكر مرتاحا..
16 يونيو 2010 في الساعة 5:26 م
كلمات مؤلمه قااسيه حروف تبعثرت
من الالم والحزن رغم حزن تلك
الحروف ولكنهااا رائعه سلمت على طرح الذي
جعل الحرف يبكي ويصغي لتلك الحروف
رحمك الله يا عمر والى جنات النعيم
دمت في حفظ الرحمن
21 يونيو 2010 في الساعة 7:37 م
أسأل الله له الرحمة والغفران
وأسأله أن يثبتنا وإياك بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
29 يونيو 2010 في الساعة 10:09 م
الأخ الفاضل الأستاذ عبدالعزيز أسأل الله تعالى أن يغفر لموتانا وموتى المسلمين ومن المعلوم أن فقد أحبة مثل هؤلاء الذين هم ما زالوا في زهرة الشباب يعد فاجعة عظيمة لكن يا أخانا الفاضل أتمنى أن تعيد قراءة المقطع الأول وحذف ما فيه من المخالفات ولك جزيل الشكر
30 يونيو 2010 في الساعة 4:08 م
أهلا وسهلا بمحب القرآن
أي مقطع تقصد ؟
إن كانت حالة الرجوع من حالة التسخط ، فأنا أصور حالي بعد إن نزغني نزغ من الشيطان ..
هذه تصوير لحالة ، وأنا أعرف حكم متسخط القضاء والقدر ولكنها حالة شعورية صورتها بصورة من ارتكب منكرا ثم استفاق من مصيبته بالاستغفار
شكرا لملاحظاتك ، وخاصة ملاحظة المذكرات الاسبوعية والتي كنت محقا فيها
15 يوليو 2010 في الساعة 4:48 م
المدونة رائعة شكرا لك ..
05 يونيو 2011 في الساعة 3:46 م
رحمة الله وصبر اهله شكرا لك يا استاذي على الكلمات الرائعة
28 يونيو 2011 في الساعة 6:59 ص
اغلى اخو عندي راح
عمر الله يرحمك يا اغلى البشر
وجزاك الله خير يالي كاتب الموضوع
وجزاكم كل خير يا استاذ موسى عسيري و يا عبوش السهلي و يا عبدالعزيز الصالح
29 يونيو 2011 في الساعة 1:14 م
أهلا بأحمد ، ونسأل الله أن يغفر لنا وله ،
22 يناير 2012 في الساعة 3:25 ص
اتمنى الاستاذ عبدالعزيز ان يتواصل معي على اميلي او رقمي add8888@w.cn او رقم هاتفي 18162885558 + انا احمد الماضي استاذ عبدالعزيز انا خارج المملكة حاليا ارجو ان تتواصل معي