أمي الحبيبة عائشة .. كم أنت طاهرة كطهر مريم العذراء ..

سامحيني إن قصرت في حقك الكبير الذي أكبره الله سبحانه في سورة النور …

أعذريني فوالله لن يتطاول عليك إلا منافق معلوم النفاق ..أو ملحد ملعون من الرحمن ..

 

أمي عائشة .. يالوجه الناصع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،  وحبيبة قلبه ، وحافظة سره ، وناقلة قوله وفعله ..

كم لك من الفضائل والشمائل حتى قيام الساعة .. رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما أعلن للناس وما استتر .

تقول رضي الله عنها :

رحم الله نساء الأنصار، ما منعهن الحياء أن يتفقهن في الدين

كانت المرأة من هؤلاء تأتي إلى السيدة عائشة رضي الله عنها لتسألها عن بعض أمور الدين، وعن أحكام الحيض والنفاس والجنابة وغيرها من الأحكام التي تستحي المرأة عادة من ذكرها.. كآداب المعاشرة والجماع والزينة وغيرها .

 

فمن هم يا أمي هولاء الشرذمة الذين يسبونك ويدعون محبة زوجك ؟

(هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )

 

يا أمي عائشة تذكرتك في قول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا )

 حينما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم :

يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك. فقلت : وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليك الآية  فقلت : أفيك يا رسول الله أستشير أبوي؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة .

 

رضي الله عنك فقد اخترت الدار الآخرة وهاجرت إليها ، وهم اختاروا دار البوار فبئس القرار .

 

أمي عائشة :

يسمع المؤمن اسمك فيمتلئ صدره إعظاما وإجلالا ، وتَردد آيات النور في المحاريب على مر القرون ذكرك الطيب ..

 

أمي :

 

من لا يحبك فقد شك في دينه ، وصار مخلوفا في عقله ، وتلبس بلباس المعادين لله ورسوله .

 

من أنت يا أمي ؟

 

أنت من أحببت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشاركتيه في ضرائه وسرائه ، وصبرت معه على شظف العيش لطلب مرضاته ،وتحملت معه صروف الأذى ، وخففت عنه ما يجد من آلام  في سبيل الدعوة إلى الله .

ظل بيتك مهابط الوحي والرحمة والهدى مدة حياته صلى الله عليه وسلم ، فلما انتقل إلى جوار ربه، بقي بيتك مثابة للناس يقصدونه متعلمين مستفتين، أو ملتجئين مستغيثين، فكنت تهدين الحائر، وتعلمين الجاهل، وتحمين الملتجئ، وتنجدين المستغيث، ولبث الناس جميعا على اختلاف طبقاتهم: الخلفاء فمن دونهم يخضعون لك خضوع الأبرار لأمهاتهم.

 

سأذكر لكم أحبتي من أبوها ومن أمها، لتعرفوا أن الشجر الطيب لا يثمر إلا ثمر طيبا :

أبوها هو :

 

أبو بكر الذي كان له إلى جانب هذا الميراث الطيب، شهرة ذائعة في دماثة الخلق وحسن العشرة ولين الجانب. وأجمع مؤرخو الإسلام على أنه (كان أنسب قريش لقريش، وأعلم الناس بها وبما كان فيها من خير وشر. وكان تاجرا ذا خلق معروف، يأتيه رجال قومه ويألفونه لغير واحد من الأمر: لعلمه وخبرته وحسن مجالسته)

 

وأما أمها :

 

فأم رومان بنت عامر الكنانية، من الصحابيات الجليلات. قال فيها رسول الله [ عندما توفيت: اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك. وقال فيها أيضا: (من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان)

 

أما عائشة فالحديث عنها يطول.. وفي سيرتها عبر ودروس لا حصر لها يحتاج لها كل مسلم ومسلمة . .

 

أمي عائشة :

 

لعل حادثة الأفك الأولى في حياتك خير لك في براءتك ، ورفع لذكرك عند الله وعند الناس .

ولعل حادثة الأفك الثانية  التي حصلت من مدعي محبي أهل البيت تبين زيفهم وكذبهم ، فهم محبي أهل البيت الأبيض  وكفى ..

 

 

 

 

هذا الموضوع كتب في 20 سبتمبر 2010 في الساعة 9:19 ص ومصنف بهذه التصنيفات: وقفة ..!. يمكنك متابعة التعليقات على هذا الموضوع عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0. يمكنك أن تكتب تعليقاً, أو تعقب على الموضوع من موقعك.