الفرق بين المداهنة والمدارة ؟!
قد نسمع كثيرا هذين اللفظين ولا نعرف ما حقيقتهما .. أو قد يشتبه علينا اللفظين من حيث المعنى .. فما اوردته هنا إلا لأجل فض هذا اللبس ..
ابن القيم رحمه الله في كتابه [ الروح ] يبين تبيينا شافيا واضحا الفرق بين المداراة المداهنة ،
يقول رحمه الله ( المداراة صفة مدح ، والمداهنة صفة ذم ، والفرق بينهما أن المداراة / تلطف الإنسان بصاحبه حتى يستخرج منه الحق أو يرده عن الباطل ، وأما المداهن / فهو الذي يتلطف مع صاحبه ليقره على ذنب أو يتركه على هواه فالمداراة لأهل الإيمان ، والمداهنة لأهل النفاق ) قال رحمه الله ( وقد ضُرِب لذلك مثل من أروع الأمثلة وذلك كرجل أصابته قرحة في قدمه فجاء الطبيب الرفيق فأخذ يعالج هذه القرحة ويخرج ما فيها ثم إذا به يضع الدواء الذي يُنبت اللحم ثم يتعاهدها ثم يضع عليها المراهم حتى ينشفها ثم يضع عليها خرقة فلا يزال يتابع هذا وهذا حتى نشفت رطوبتها ، وأما المداهن فهو الذي أتى إلى صاحب هذه القرحة وقال لا بأس عليك إنما هي شيء يسير واسترها عن عيون الناس بخرقة وتلهى عنها فلا يزال يزداد شرها وتكثر عفونتها حتى يهلك )
أمثلة للمدارة :
1- شعيب عليه الصلاة والسلام لما نقص قومه المكيال ماذا قال ؟[/بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظ))
تلطف ،
2-الرجل المؤمن من آل فرعون لما كان يخاطب قومه لما أتى موسى عليه الصلاة والسلام ودعا فرعون ومن معه {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ } {وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ }
3- إبراهيم عليه الصلاة والسلام
{ إذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً{42} يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً }
4-في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم رجل قال : ائذنوا له بئس ابن العشيرة أو أخو العشيرة ، فلما دخل ألان عليه الصلاة والسلام له الكلام ، فلما خرج قالت عائشة : يا رسول الله لما أقبل ذلك الرجل قلت ما قلت ، فلما دخل ألنت له الكلام ، فقال : أي عائشة إن شر الناس منزلة عند الله مَنْ تركه الناس اتقاء فُحْشِه )
5- معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ماذا كان يقول ؟ كان يقول ( لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت ، قالوا كيف ؟ قال : إن مدوها خليتها وإن خلوها مددتها )
ولهذا يقول الحسن البصري رحمه الله ( إن الناس كانوا يقولون إن المداراة مع الناس هي نصف العقل ، وأنا أرى أن المداراة هي العقل كله )
أما المداهنة فيقول ابن بطال رحمه الله كما في الفتح : (المداهنة المراد منها أن تعاشر الفاسق وأن تظهر الرضى لما هو عليه من غير إنكار عليه )
وقد كانت المداهنة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك عندما عرضت قريش أن يعبد النبي صلى الله عليه وسلم آلهتهم سنة وهم يعبدون الله سنة فنزل قول الله تعالى : ((فلا تطع المكذبين ** ودوا لو تدهن فيدهنون ))
19 يونيو 2011 في الساعة 11:13 ص
موضوع مهم جدا جدا
المدونه دى هايله
28 يناير 2014 في الساعة 11:37 ص
بسم الله والصلاة والسلام عل محمد وعلى من أختارهم اصحابه وحملوا الرسالة باخلاص اما بعد زحقيقة ان الموضوع جد مهم وعلى كل مسلم الاطلاع عليه وفهمه خصوصا وان هناك مقاربة بينهما فشكرا جزيلا على من تفضل بكتابته
26 مارس 2014 في الساعة 5:20 م
جزيت خيراً
09 مارس 2015 في الساعة 10:54 ص
جزاكم الله خيرا