عاشوراء ..اليوم الفضيل ..!!

عاشوراء
يوماً مباركاً من أيام الله المعدودة ومن مواسم النصر المشهودة هو يوم كان له شأن عظيم في السابق ويرجى من الله أن يعيد ذلك على الأمة الإسلامية في هذه الأيام التي نعيش فيها أنواعاً من الآلام والأسقام وصنوفا من العدوان والظلم.وله فضائل عديدة ومن فضائله ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) رواه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. كما قد ثبت عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: (يكفر السنة الماضية) رواه مسلم وغيره .
وكان له شأن عند الأمة العربية قبل الإسلام؛ إذ كان يوم عاشوراء محل عناية السابقين وكانت العرب تصومه في الجاهلية ففي الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت (كانت قريش تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصومه فلما فرض صوم شهر رمضان قال صلى الله عليه وسلم: من شاء صامه ومن شاء تركه)، وفي رواية (وكان يوما تستر فيه الكعبة) تعني في الجاهلية. وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (أن أهل الجاهلية كانوا يصومون عاشوراء وصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون قبل أن يفرض رمضان). وفي الصحيحين أيضا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا لله فنحن نصومه تعظيما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن أحق بموسى منكم، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه).
وقد أمر صلى الله عليه وسلم بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء بأن يصام يوم آخر مع اليوم العاشر فروى مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع) يعني والعاشر. وروى الإمام أحمد وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا يوما قبله أو يوما بعده) وفي حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صوموا يوما قبله أو يوما بعده) وفي حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (صوموا يوماً قبله ويوماً بعده).
فيا أخي المسلم تأمل هذه الأحاديث التي ذكرتها لك عن فضل صيام يوم عاشوراء واغتنم مواسم الأرباح واحرص على مخالفة اليهود، وذلك بصيام يوم قبل يوم عاشوراء أو يوم بعده أو صم ثلاثة أيام يوم عاشوراء والذي قبله والذي بعده ولأن دخول شهر محرم هذا العام 1429هـ ثبت في يوم الأربعاء فإن التاسع الخميس وعاشوراء يوم الجمعة.
إنني أدعوك أخي المسلم لاغتنام الفرص واقتناص المناسبات الكريمة بالتضرع إلى الله والإلحاح عليه ليغفر ذنوبك وليكشف عن المسلمين كل غمة ويدفع عنهم كل بلية وكربة وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم وأن يهلك كل من أراد الإسلام والمسلمين بسوء كما أهلك فرعون وقومه في يوم عاشوراء. وينبغي لك ملاحظة ساعات الإجابة عند الإفطار وعند السحر وفي حال السجود الذي هو أقرب ما يكون العبد فيه من ربه.
إنك يا أخي لا تدري هل تدرك موسماً آخر بعد هذا الموسم فبادر لنيل المكاسب وتعرض لساعات الهبات من الكريم الأكرم ثم اني أوصي كل مؤمن بالدعاء الصادق في كل الأوقات الفاضلة ولاسيما في جوف الليل الآخر وفي آخر ساعة من يوم الجمعة عسى الله أن يصرف عن بلاد الإسلام كل جور وظلم وعدوان وأن يعاجل الأعداء بأنواع البلايا والنكبات وأن يقي المسلمين شر كل ذي شر، يا أخي المسلم ألح على الله في الطلب وأكثر من ذلك فإن الله يحب اللحوح من عباده.. كرر سؤال الله بأن يوفق الله المسلمين لتعظيم شعائر دينه وصيانة حرماته. أن يحرصوا على نصرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قولا وعملا.
16 يناير 2008 في الساعة 12:04 ص
بارك الله فيك أخيا علي هذه التذكرة الطيبة
كل عام وأنت بخير